مازال الحزن يخيم على الجميع فى منطقة الأبراج السكنية بحى سخا بمدينة كفر الشيخ منذ وقوع مذبحة الأسرة البشعة بشقة سكنية بالطابق الخامس ببرج عمر بن الخطاب، وكان بطلها الطبيب البشرى الدكتور أحمد زكى «42 سنة» إخصائى الباطنة بالوحدة الصحية بالحي، الذى ذبح زوجته منى ف.س «36 سنة» إخصائية التحاليل الطبية وأطفاله الثلاثة عبد الله «8 سنوات» وعمر «6 سنوات» وليلى «4 سنوات»، فقد قام بعض السكان بترك شققهم عقب وقوع الجريمة، بينما أعلن آخرون عن رغبتهم فى بيع شققهم والانتقال إلى منطقة أخري.
هذا وقد خيم السكون على المنطقة، فلا تكاد تسمع صوتا فالكل يتحدثون فيما بينهم عن المصير البشع الذى ألم بهذه الأسرة المكلومة، وقد خيم الحزن الشديد على أقارب المجنى عليها ضحية زوجها، الذى أقدم على جريمته بسبب الخلافات الأسرية الدائمة.
مازال الجميع فى ذهول لما حدث من الزوج القاتل، خاصة أنه سبق أن قام بشراء الملابس والأحذية الجديدة للزوجة والأطفال استعدادا لحفل زفاف شقيقها فى 11 يناير الحالي.
وقد أكد عصام عامر جار أسرة المجنى عليها، أن الزوجة كانت فى قمة الاحترام والسيرة الحسنة، كما أن أسرتها كذلك، وهى الأخت الوحيدة لشقيقين حضرا من الإمارات، وكان أكبرهما يستعد للزفاف خلال هذا الشهر، وتعمل والدتها مديرا عاما بديوان عام محافظة كفر الشيخ.
ويذكر الجار أنه بعد عودتها من السعودية هى وزوجها الطبيب وأطفالهم الثلاثة، أقاموا فى الشقة التى شهدت المذبحة المفجعة بسخا بالقرب من أسرتها ومن عمل الزوج، حيث تبعد الوحدة الصحية التى كان الزوج يعمل بها عن منزله 350 مترا فقط.
وأضاف أنه لم يكن أحد منهم يتخيل أن تحدث هذه الكارثة والمذبحة للأسرة، وكان الأطفال مثل الملائكة، وكان الجميع بالمنطقة يحبهم حبا شديدا وكانوا يلعبون مع أطفالهم، مؤكدين أن الحزن يعتصر قلوبهم على ما حدث لهذه الأسرة المنكوبة ومقتلهم بهذه الطريقة البشعة على يد الزوج.
أما أحمد شهاب ابن خالة المجنى عليها، فذكر أنها تزوجت منذ 10 سنوات وكان زوجها يعمل بالسعودية طبيبا بمستشفى ينبع، ويذكر أنها سافرت إليه بفستان الزفاف، حيث استقبلها فى المطار وأقيم حفل عرسهما هناك، وظلا يعملان معا بالسعودية لمدة 8 سنوات ونصف وأنجبا هناك أطفالهما الثلاثة ثم عادا منذ قرابة العام ونصف عام.
وأكد أحمد أن ابنة خالته كانت تساند زوجها ماليا نظرا لعملها هناك بالتدريس لطلاب الجامعة، وبعد عودتها من السعودية عملت فى معمل تحاليل خاص لفترة ثم تركته، وقام الزوج بشراء شقة بمدينة نصر استعدادا لفتحها عيادة باطنة له، ومعملا للتحاليل لزوجته، حيث كان يتردد على القاهرة من أجل ذلك.
كما ذكر ابن خالة القتيلة أن الأب كان شديد التعلق بأولاده الثلاثة ويبالغ فى الخوف عليهم، مؤكدا أنه غير مصدق لما حدث لأنه لم يكن هناك أى بوادر لحدوث خلاف كبير بين الزوجين يؤدى لمثل تلك الجريمة البشعة، فخلافاتهما عادية مثل أى زوجين، والمشكلة الوحيدة هى الخلاف بين الزوجة القتيلة منى وحماتها والدة الطبيب المتهم، مؤكدا أن السيارة التى قامت بشرائها منذ 3 أشهر من أموالها هى وليست من أموال زوجها.
وكشف أن خالته السيدة وفاء والدة منى قد علمت بنبأ مقتل ابنتها وأحفادها الثلاثة من المتهم نفسه الذى اتصل بها وأبلغها بأنه وصل للشقة ووجد ابنتها وأحفادها مقتولين وطلب منها الحضور فورا، حيث حضرت بالفعل فى دقائق نظرا لقرب مسكنها، لكنها من هول الصدمة جلست على سلم البرج ولم تستطع الصعود لترى الجثث.
وأكد أن والدة المجنى عليها ترفض الحديث مع أحد منذ وقوع الجريمة.
وقال عمرو وهبة قريب المجنى عليها «كان منظرا بشعا عندما رأيت الدكتورة منى وأطفالها مذبوحين.. حسبى الله ونعم الوكيل»
وذكر أنه عندما سمع أصوات صراخ تصدر من البرج الذى تسكن به المجنى عليها، وذلك فى أثناء جلوسه فى محله الخاص، توجه للبرج وفوجئ بوالدة المجنى عليها تستغيث «إلحق أختك فوق مقتولة هى وعيالها».. وعندما صعد للطابق الخامس حيث شقة الأسرة المنكوبة، وجد الزوجة مذبوحة فى الصالة هى والطفلة الصغيرة ليلى «4 سنوات» والطفلين عبد الله «8 سنوات» وعمر «6سنوات» مذبوحين فى غرفة نومهما، واصفًا ما رآه بأبشع المناظر التى رآها فى حياته.
وفى مجرى التحقيقات، كشفت النيابة العامة بإشراف المستشار ياسر الرفاعى المحامى العام الأول لنيابات كفر الشيخ الكلية، مع الطبيب المتهم أنه استخدم العديد من الحيل والأساليب لإبعاد الشبهة عنه وتضليل أجهزة البحث الجنائي، حيث تبين أنه كان يرتدى قفازا وذبح زوجته بعد تقييد يديها وقدميها وهى نائمة، وقام بخنقها بحبل الستارة ثم ذبح أطفاله الثلاثة، وتوجه إلى محطة بنزين لتموين السيارة الملاكى التى كان يستقلها، ثم إلى فرع البنك الأهلى وقام بحجز دور بحجة إيداع مبالغ مالية فى حسابه وحصل على تذكرة عليها تاريخ ووقت حضوره ثم انصرف على الفور من البنك وكل ذلك على سبيل التضليل.
كما تبين من التحقيقات مع المتهم أنه تحدث مع البواب ثم صعد إلى شقته وظل بها نحو ربع ساعة، ونزل بعدها إلى البواب طالبا منه إبلاغ الشرطة عن جريمة قتل زوجته وأولاده داخل الشقة، وكان يتظاهر بالبكاء وأنه اكتشف الجريمة عقب عودته من الخارج.
وبعد ذلك صعد مرة أخرى إلى الشقة وأغلق الباب على نفسه لمدة ربع ساعة أخرى قبل حضور أجهزة الأمن وقام بالاتصال بوالدة زوجته، كما تبين أنه خلال التحقيق معه من قبل أجهزة الأمن كان يتظاهر بإصابته بنوبات غيبوبة ويسأل بعدها «أنا فين؟!» مفتعلا حركات هستيرية.
وقد تبين أنه كان يرتدى «2 ترننج» أسفل ملابسه، وتبين أن الترننج الأسفل الذى كان يرتديه، ملطخ بدماء الضحايا، فلم يتركه فى المنزل حتى لا يصبح دليلا ضده، كما تبين من فحص الطبيب الشرعى أن الطفل عبد الله قاومه خلال ذبحه على خلاف شقيقيه الآخرين والزوجة، التى قام بحملها من غرفة النوم بعد خنقها وذبحها فى الصالة واستولى على مصوغاتها الذهبية وبعثر محتويات الشقة ليضلل أجهزة البحث، أن الجريمة تمت بدافع السرقة.. وكان فريق البحث الذى امر به اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام قد توصل الى ان الأب هو المتهم من خلال فريق البحث الذى قاده اللواء محمود ابو عمرة مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام واللواء اشرف توفيق وكيل الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام واللواء محمد عمار مدير المباحث واللواء فريد مصطفى مدير الأمن..

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
يحدث في كفر الشيخ © 2014. جميع الحقوق محفوظة. نقل بدون تصريح ممنوع اتصل بنا
Top